الدورة الوطنية لتكوين أساتذة مؤسسات الريادة دورة يونيو 2025 مهم جدا للأساتذة الجدد المقبلين على التدريس بالمقاربة الجديدة tarl

 الدورة الوطنية لتكوين أساتذة مؤسسات الريادة دورة يونيو 2025 مهم جدا للأساتذة الجدد المقبلين على التدريس بالمقاربة الجديدة tarl 



الدورة الوطنية لتكوين أساتذة مؤسسات الريادة: خطوة مفصلية نحو مدرسة جديدة

في ظل التحولات العميقة التي يعرفها النظام التربوي المغربي، تأتي الدورة الوطنية لتكوين أساتذة مؤسسات الريادة، والتي نُظمت خلال شهر يونيو من سنة ألفين وخمسة وعشرين، كمرحلة تأسيسية مهمة تهدف إلى إعداد جيل جديد من المدرسين، مؤهلين ومتمكنين من أدوات المقاربة التربوية الحديثة، وفي مقدمتها مقاربة التدريس وفق مستوى التمكن، المعروفة اختصاراً باسم TARL.

سياق تنظيمي يعكس إرادة التغيير

الدورة الوطنية لهذه السنة جاءت في إطار تنزيل مشاريع القانون الإطار المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين، وبخاصة المشروع المتعلق بتجديد النموذج البيداغوجي. وقد عُقدت هذه الدورة في سياق وطني دقيق، يراهن فيه المغرب على تحسين جودة التعليم في المدرسة العمومية، عبر التركيز على الفعل التربوي داخل القسم، وتمكين الأستاذ من أدوات عملية لتحسين التعلمات، خاصة في المستويات المبكرة.

مقاربة TARL: قلب الدورة ومحورها الأساسي

إذا كان التكوين قد شمل عدة جوانب تنظيمية وبيداغوجية، فإن العنصر الأبرز الذي طبع دورة يونيو هو تركيزه العميق على مقاربة التدريس وفق مستوى التمكن. هذه المقاربة، التي أثبتت فعاليتها في عدد من الدول الإفريقية، تقوم على مبدأ بسيط لكنه ثوري في عمقه، وهو ضرورة تدريس المتعلمين انطلاقاً من مستوى تمكنهم الفعلي، وليس فقط وفق المستوى الدراسي المفترض.

هذه المقاربة تتطلب من الأستاذ أن يتحرر من النماذج التقليدية التي تعتمد على الحصص الزمنية والمقررات الموحدة، لينخرط في تجربة أكثر مرونة، تجعل من التقويم المستمر أداة لبناء الدرس، وليس مجرد وسيلة للحكم على التلميذ.

تكوين لا يشبه التكوينات السابقة

ما ميز هذه الدورة الوطنية هو الطابع العملي الذي طغى على معظم الورشات والجلسات. لم يكن الهدف تقديم محتويات نظرية جافة، بل تم الاشتغال على ممارسات صفية حقيقية، ومحاكاة وضعيات تدريسية واقعية، مع الاستفادة من تجارب ميدانية ناجحة. وقد تم إيلاء أهمية كبرى لطرق إعداد الجلسات التربوية وفق مقاربة TARL، مع التركيز على تقنيات التقويم التشخيصي، وطرق تصنيف المتعلمين، وأدوات العمل الجماعي داخل الفصل.

دور الأستاذ الجديد: أكثر من ناقل للمعرفة

من بين الرسائل القوية التي حملتها هذه الدورة، هي أن الأستاذ في مؤسسات الريادة لم يعد مجرد ناقل للمعلومات، بل أصبح فاعلاً تربوياً مركزياً، مطالباً بالتخطيط والتقويم والتعديل بشكل دائم. لذلك، كان التكوين مناسبة للتأكيد على قيم المبادرة، والاشتغال الجماعي، والتعلم الذاتي، باعتبارها خصالاً أساسية للأستاذ الجديد.

أهمية التكوين للأساتذة الجدد

الأساتذة المقبلون على ولوج مهنة التعليم من بوابة مؤسسات الريادة وجدوا في هذه الدورة فرصة لا تعوض لفهم فلسفة الإصلاح الجديد، واكتشاف الأدوار المتجددة التي تنتظرهم. لقد مكنهم التكوين من استيعاب كيف يمكن تحويل القسم إلى ورشة دينامية، يُبنى فيها التعلم بشكل تدريجي، ويراعى فيها إيقاع كل متعلم على حدة.

بالنسبة لهؤلاء الأساتذة، لم يكن التكوين مجرد محطة عابرة، بل شكل منعطفاً أساسياً في وعيهم التربوي، وفر لهم رؤية واضحة لكيفية التعامل مع واقع المدرسة العمومية وتحدياتها اليومية.

من أجل مدرسة قائمة على الإنصاف والجودة

في نهاية المطاف، يمكن القول إن الدورة الوطنية لتكوين أساتذة مؤسسات الريادة ليست فقط تدريباً مهنياً، بل هي لبنة من لبنات إصلاح شامل، يروم تحقيق مدرسة عمومية دامجة، منصفة، وذات جودة. مدرسة تضع المتعلم في صلب العملية التعليمية، وتمنح الأستاذ الأدوات الضرورية ليكون فاعلاً مؤثراً في مسار التغيير.



تحميل الملف  أسفله 

🔴🔴🔴🔴🔴مواضيع ذات الصلة 




📂تحميل المذكرة اليومية باللغة العربية والفرنسية


تعليقات