خبر عاجل من وزارة التربية الوطنية
أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بلاغاً هامّاً موجهًا إلى التلاميذ وأولياء الأمور، تحت عنوان «محاربة الهدر المدرسي»؛ وذلك انطلاقاً من إدراك الوزارة لخطورة الظاهرة على مستقبل المنظومة التربوية، وعلى مصير التلميذات والتلاميذ وأولياء أمورهم.
تأتي هذه المبادرة ضمن ما تُعرف بـ «خارطة الطريق 2022-2026» التي حددتها الوزارة كإطار عام لإصلاح المنظومة التعليمية.
أبرز ما ورد في البلاغ
- أكدت الوزارة أن عدد المنقطعين عن الدراسة انخفض بنسبة تقارب 12٪ من الموسم الدراسي 2021-2022 إلى 2022-2023، حيث انتقل من 334 664 إلى 294 458 تلميذ/ة.
- بحسب البلاغ، يشكل الوسط القروي نسبة كبيرة من المنقطعين (حوالي 45.5٪) ويشكل الإناث نسبة 38.64٪ من مجموع المنقطعين.
- كما أوضحت الوزارة أن نسبة تعميم تمدرس الأطفال في الفئة العمرية 4-5 سنوات بلغت حوالي 78.7٪، ما يعكس جهودًا في التوسع المدرسي، لكن ما زالت التحديات قائمة.
- من بين التدابير التي تم التركيز عليها: تعميم النقل المدرسي بالوسط القروي، الإطعام، المبادرات الاجتماعية، وتوقيع شراكات مع المجتمع المدني لإعادة إدماج المنقطعين أو غير المسجلين.
- تم كذلك تنظيم ندوة وطنية حول «التعبئة المجتمعية لمحاربة الهدر المدرسي» بحضور عدد من القطاعات الحكومية والشركاء.
لماذا هذا الأمر صادم لأولياء الأمور والتلاميذ؟
- لأن الرقم لا يزال مرتفعًا: رغم تراجع نسبة الهدر، عدد المنقطعين يقارب الـ 300 000 تلميذ/ة سنوياً، ما يعني أن الأمر يمسّ كثيراً من الأسر.
- لأن الفشل المدرسي أو الانقطاع المبكر له تبعات كبيرة — على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي، الشخصي — وقد يعني أن التلميذ/ة يفقد فرصة التعليم النظامي أو يجد نفسه/نفسها خارج المدرسة بلا تكوين واضح.
- لأن ذلك يحتم على أولياء الأمور والتيّام أن يكونوا أكثر يقظة، متابعة، مشاركة في مسار أبنائهم/بناتهم، كرد فعل على الدعوة التي أطلقتها الوزارة إلى «التعبئة المجتمعية».
- لأن المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور قد يُطلب منهم المزيد من الالتزام، سواء بتعزيز الحضور المدرسي، متابعة التأخر، المساهمة في أنشطة الحياة المدرسية، أو التعاون مع المدرسة لإعادة التلميذ/ـة إلى مسار التعلم.
الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي – كما أشارت إليها الدراسات
- الفوارق بين الوسط الحضري والوسط القروي: البنية التحتية، النقل، الخدمات المساندة أقل في العالم القروي، ما يزيد من احتمالات الانقطاع.
- العوامل الاقتصادية والاجتماعية: الفقر، الحاجة إلى يد عاملة مبكرة، أو عدم توافر دعم مدرسي كافٍ. في بعض الدراسات تم تقدير تكلفة الهدر المدرسي بالمغرب بملايين الدولارات سنوياً.
- ضعف التحكم في الكفايات الأساسية للتلميذ/ة: إذا لم يملك التلميذ/ة الأساسيات، فالإحباط والانقطاع أكبر.
- ضعف الإلزامية أو التجاوب مع قواعد الحضور والمتابعة المدرسية، فضلاً عن غياب برامج بديلة جيدة لمن عجز عن النظام العادي.
ماذا على أولياء الأمور والتلاميذ فعله الآن؟
- متابعة منتظمة لحضور التلميذ/ة: التأخر المتكرر أو الغياب بدون مبرر قد يكون أول علامة على الانقطاع.
- التعاون مع المؤسسة التعليمية: حضور الاجتماعات، الاطلاع على نتائج التلميذ/ة، دعم التعلم في البيت.
- الاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي التي أعلنت عنها الوزارة: النقل، الإطعام، محو الأمية، التوجيه المهني/التكوين البديل.
- تشجيع التلميذ/ة على الانخراط في أنشطة الحياة المدرسية، مما قد يعزز ارتباطه/ـا بالمؤسسة ويقلل من شعور العزلة أو الإحباط.
- الانتباه إلى التلميذ/ة الذي/التي يُسجّل تغيّباً، تأخراً، ضعفاً في التعلّم: طلب مساندة مدرسية، تقوية، أو حتى تغيير المسار إن اقتضى الأمر قبل فوات الأوان.
الخاتمة
بلاغ وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة يُعدّ إشارة قوية على أن القضية الهدر المدرسي لم تعد مجرد رقم أو حقيقة بعيدة، بل أصبحت أولوية وطنية تتطلب استنهاضَ جميع الأطراف: التلميذ/ة، ولي الأمر، المدرسة، المجتمع المدني، والحكومة.
الخبر الصادم، أو بالأحرى المقلق، هو حجم الظاهرة وما تحمله من تداعيات. لكن في المقابل يوجد أمل في التراجع والتركيز على الحلول. الآن، المعركة ليست فقط بإنجاز الوزارة، بل بتجاوب الجميع.
إنّ كان لديك تلميذ/ة أو كنت ولي أمر، فهذا هو الوقت المناسب للانخراط الفعّال، لمرافقة التلميذ/ة وضمان ألا يكون من عدد المنقطعين.
